سأتكلم عن أداب أخرى لطالب العلم يجب ان يتحلى بها ليصل إلى ما يتمناه ويضئ به طريقه
الصـبر والتحمل *
فطريق
العلم ليس مفروشا بالورود والرياحين بل إنه يحتاج إلى صبر ويقين وعزيمة لا
تلين ، فالطريق طويل، والنفس داعية إلى الملل، والسآمة، والدعة، والراحة،
فإذا طاوع طالب العلم نفسه قادته إلى الحسرة والندامة،
يقول الشاعر: وما النفس إلا حيث يجعلهــا الفتى فإن أطمعت تـاقت وإلا تسلتِ
ويقول شاعر آخر: والنفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
ومن أعظم ميادين الصبر : الصبر في طلب العلم
فلا
سبيل إلى طلب العلم إلا بالصبر ، فالصبر يضئ لطالب العلم طريقه ، وهو زاد
لا يستغني عنه ، وخلق كريم لا بد وأن يتحلى به ، صبره على مشقة الترحال إلى
الشيوخ، وطول المكث عندهم، والتأدب معهم، وصبره على المذاكرة والتحصيل،
وفي قصة موسى والخضر دار هذا الحوار بين نبي الله موسى وبين الخضر - عليهما
السلام-، في قوله في سورة الكهف (66-69 ) كذلك ينبغي على المعلم أن يتحلى
بجميل الصبر مع تلاميذه وأن يتسع صدره لأسئلتهم، فلا يضيق بهم ذرعا، وأن
يتحملهم، ويحلم بهم ويترفق، ويسهّل لهم التحصيل ، اقتداء بنبينا ومعلمنا
وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي مدحه ربه بقوله في سورة آل عمران
آيه (159)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق